كلمـــات جـــــريئــــة


<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>الأهم من الشغل تزبيط الشغل والشكل أهم من الموضوع والاسم الحلو الشيك والفخم هو الأساس وبعد كده مش مهم النتائج‏.‏ في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشروع يحمل اسما محترما وفخما وهو برنامج البحوث والتنمية والابتكار وهو برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي‏,‏ ويكفي اسم البرنامج لكي تشعر بأننا في مقدمة دول العالم في مجال البحث العلمي وتنسي أن ميزانية هذا البحث العلمي أقل من نصف في المائة وتنسي أيضا أن جامعاتنا بكل تاريخها خارج التصنيف العالمي ولكن مش مهم فأنت الآن أمام برنامج للبحوث ومعها التنمية ثم يضاف إليها الابتكار يعني مفيش أحسن من كده‏!!‏ صحيح أن البحوث تؤدي إلي الابتكار الذي يجب طبعا أن يحقق التنمية ولكن الاسم البراق والجامد مطلوب ومهم وهو الأساس‏.‏ وفي هذه السطور نقدم تجربة حقيقية من داخل هذا البرنامج الذي يؤكد المثل القائل من بره هله هله‏..‏ ومن جوه يعلم الله وهذه التجربة صاحبها شاب مصري حاصل علي درجة الدكتوراه من المانيا من واحدة من كبري المؤسسات العلمية والبحثية هناك ولكنه استسلم لضغوط والده الأستاذ الجامعي المحترم وعاد إلي جامعته في مصر وهي جامعة حلوان ليتقدم مبهورا باسم البرنامج الذي يثير الاعجاب والأمل ببحث هدفه هو تعامل المواطنين مع الأجهزة الحكومية من خلال مشروع متكامل يضمن ألا يكون هناك اتصال مباشر بين المواطن طالب الخدمة وبين المواطن الموظف مقدم الخدمة حتي لا يضطر طالب الخدمة لأن يدفع لمقدم الخدمة مقابلا لها وهو ما يعرف باسم الرشوة وبحيث تتم الإجراءات بخطوات واضحة ومعايير ثابتة وتحقق في نفس الوقت سهولة في الأداء ومتابعة من القيادات العليا‏.‏ واختار الدكتور العائد من ألمانيا استجابة لضغوط الأب الأستاذ الجامعي تطبيق هذا البرنامج علي كافة التعاملات بين المواطنين وإدارات الأحياء في جميع المحافظات وفي مقدمة هذه التعاملات بالطبع تصاريح البناء والهدم بحيث يضمن البرنامج إنهاء جميع التعاملات المتعلقة بهذه التصاريح دون أي اتصال بين الطرفين ولا يعرف الموظف الذي يصدر التصاريح مع من يتعامل‏!!‏ وبعد أن تقدم بمشروعه تم عرضه علي اللجان العلمية المتخصصة في برنامج البحوث ومعها التنمية وفوقها الابتكار والتي تكرمت بعد شهور من الفحص والدراسة بإرسال خطاب بدون توقيع للدكتور العائد من ألمانيا تخطره بأن مشروعه قد حصل علي‏35,33‏ درجة من المجموع الكلي للدرجات وهو‏50‏ درجة يعني‏35,33‏ من‏50‏ طيب وبعدين؟‏!‏ بعدين ياسيدي يقول الخطاب المجهول للدكتور الشــاب متشكرين جدا قوي خالص ولكن يؤسفنا غاية الأسف أن نخطرك أن مشروعك لم يقع عليه الاختيار علي الرغم من توافر المعايير العلمية المعروفة‏.‏ بس خلاص انتهي الخطاب الموجه للدكتور الشاب دون أن يوضح للدكتور الشاب الساذج لماذا لم يقبل مشروعه وما الذي ينقصه علي الأقل حتي يستكمله ويصبح مؤهلا للقبول والتنفيذ؟‏!‏ وهذا الدكتور الشاب الذي نتحدث عنه حصل علي درجة الماجستير من انجلترا وعلي درجة الدكتوراه من المانيا وحاز جائزة أفضل بحث لدرجة الدكتوراه علي مستوي جميع الجامعات الالمانية عام‏2006‏ ـ‏2007‏ ويقوم حاليا بتمثيل الجامعة التي درس فيها بالمانيا في مشروع بحثي يضم أفضل عشرة جامعات أوروبية وهو المشروع الذي ينتهي في مارس القادم وطبيعي أن مثل هذا الاختيار يسعد أي مصري ولكن لا يسعد اللوائح ومن يقدسون هذه اللوائح ولذلك عندما تقدم الدكتور المصري الذي سيمثل الجامعات الألمانية ضمن أفضل‏10‏ جامعات أوروبية إلي جامعة حلوان يطلب الموافقة تلقي خطابا يحمل شعارا براقا أيضا بعنوان إدارة المؤتمرات والندوات والمهمات العلمية يقول إنه بعرض الطلب علي الأستاذ الدكتور نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث أشر سيادته بالرفض‏!!‏ الدكتور نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا رفض مشاركة الدكتور المصري في هذا الحدث العلمي الأوروبي الكبير لأن اللوائح يامحترم لا تسمح بمد المهمة العلمية عدة شهور من أجل مثل هذا الحدث‏.‏ وللأسف فإن النصيحة التي يسمعها الدكتور الشاب من كل من يحبه بعد ما فعلته به وزارة التعليم العالي ومن بعدها جامعة حلوان‏,‏ هي أن يتوكل علي الله يعود لألمانيا حيث لا فساد في المحليات أو غير المحليات وحيث يعرفون بجد معني كلمات مثل البحوث والابتكاروالتنمية وأهمية المشاركة العالمية في المشروعات البحثية وأنها ليست مجرد اسماء براقه من بره والله وحده يعلم حالتها من جوه‏!!.‏